تقرير : ربيع العدوان ومنى نعلاوي
فيديو : علاء الدين البطاط
تصوير : محمد الشريف
مونتاج : محمود تيم
- هذا هو المشهد بين الكوادر الطبية في ظل ظروف الجائحة ...
- الخشمان : يحجر العاملون في المستشفى 14 يوما عند مغادرتهم عملهم وقبل عودتهم إلى منازلهم ...
- الخشمان : الثلاثيني المتوفي بالكورونا لم تثبت إصابته بأي مرض آخر ...
- الخشمان : جيش من الأطباء لمتابعة مرضى الكورونا في أقسام العناية الحثيثة ...
- الخشمان : المناعة المجتمعية لن تكون دون وجود لقاح ...
- الخشمان : نحن لا زلنا في مرحلة البؤر ...
- الخشمان : نحن في الأردن نرفض مناعة القطيع ...
- الكوادر العاملة : هذه رسالتنا ' مصلحة المريض والوطن بالدرجة الأولى ' ...
وتبقى جائحة كورونا هي الحدث الأبرز والذي يتصدر المشهد على كافة الأصعدة ، وكما تأثر العالم بها بشكل جذري ، أيضا كان الأردن جزءا من هذا التأثير ، ومع توسع نطاق انتشار الفيروس والارتفاع الكبير والملحوظ في حصيلة الإصابات اليومية في المملكة نواكب التطورات ومن قلب الحدث ، فقد زارت مستشفى الأمير حمزة والتقت مديره الدكتور عبد الرزاق الخشمان واطلعت على جزء من قسم العناية الحثيثة لمرضى الكورونا وتاليا تفاصيل الزيارة واللقاء ...
المشهد بين الكوادر الطبية ... التعب والخوف لا يذكر أمام خدمة المرضى ...
يقول مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور عبد الرزاق الخشمان ' المستشفى هو تعليمي جامعي وأخذ على عاتقه أن يكون المركز الرئيس في علاج أمراض العزل وخاصة الحالات المتوسطة والخطرة والخطرة جدا بشكل عام في الأردن ، التعب والإرهاق هو الغالب على المشهد الطبي ولكن الخوف الذي كان في بداية الأزمة هو الآن لا يذكر لأن الكوادر جميعها أصبحت مدربة ، وكل التعب يهون أمام خدمة شعبنا الأردني فهو واجب وطني ، مع العلم أننا منذ بداية الجائحة حتى هذا اليوم لم نأخذ إجازات ولا استراحات .
هذا المستشفى تم تجهيزه وتدريب جميع الكوادر الطبية فيه بشكل ممتاز إلا أن أصبحوا مدربين .
بالنسبة لساعات العمل لهذه الكوادر ؛ التمريض ذو أسلوب معين بأوقات محددة ، ولكن ما يؤرقهم أكثر هو الإرهاق النفسي .
ويتم عزل الكادر الطبي في فندق مدة 14 يوما عند مغادرتهم عملهم وقبل عودتهم إلى منازلهم ويتم إجراء فحص لهم وإذا كانت النتيجة سلبية يغادرون ويمنحون إجازة مدة 14 يوما آخرين ، واتبعت هذه الاستراتيجية لتبقى المنظومة الصحية في المستشفى سليمة وثابتة ولا يصاب أي منهم بأذى ولا يكون مصدر لنقل المرض .
وأصبح هذا المستشفى ركيزة أساسية لتدريب جميع كوادر القطاع الخاص ، وقد تم تدريب 650 ممرض وممرضة وطبيب وطبيبة على البروتوكل كاملا من لباس وتعامل مع الحالات داخل أقسام العزل وتم تخريجهم بشهادات معتمدة ، جزء كبير منهم سيخدم القطاع الخاص والآخر يتم ابتعاثه لدول مجاورة للمساندة في هذه المحنة .
أما الأمراض الأخرى فقد عني المستشفى والذي هو حكومي بنظام خاص في بداية الجائحة بتقديم 1000 وصفة يومية أرسلت إلى البيوت ، العيادات منذ شهر ونصف تقدم الخدمة كاملة ، العمليات تجري بشكل يومي منذ بدء الأزمة مثل العيون والعظام والجراحة الخفيفة وزراعة القواقع ؛ أي الأمراض التي لا تتطلب المبيت لأن المستشفى أصبح مخصصا لإقامة أمراض العزل فقط ؛ لذلك تم توقيف قسم الإسعاف والطوارئ ، أما الطابق الأول المخصص لأمراض القلب والقسطرة فهو مستمر العمل في علاج الحالات المستعجلة على مستوى الأردن وقد تم إجراء 1100 حالة قسطرة مستعجلة وعادية وعدد من عمليات القلب و45 زراعة قوقعة وأيضا زراعة كلى ' .
حالات كورونا المتواجدة في المستشفى ...
مصابو كورونا في المستشفى هم حالات متوسطة وخطرة وخطرة جدا ، والأغلبية هي المتوسطة ولا يعني ذلك ظهور أعراض عليها ، توجد بعض الالتهابات الرئوية وهذا لا يستدعي دخولها أقساما أخرى ، أما الحالات الخطرة والخطرة جدا توجد في عنايتين منفصلتين و أغلبها على أجهزة مساعدة للأوكسجين كونها تعاني من التهابات رئوية شديدة مع قصور في الرئتين .
الجدل الحاصل حول وفاة الثلاثيني بكورونا ...
الأعمار الموجودة في المستشفى من مرضى الكورونا من شهر إلى 85 عاما أي أن جميع المراحل معرضة للإصابة ، هذا المرض خطير وأمر واقع وأكبر دليل على ذلك هي الإحصائيات العالمية بهذا الخصوص .
الشاب المتوفي بكورونا ذو 37 عاما كان يعاني من تحسس ولحمية وهذا لا يعني كما أشيع سابقا بأنه مصاب بالسرطان فلا توجد تقارير تثبت ذلك وقد ثبت عدم مراجعته لأي مستشفى آخر بأي مرض وكل ما يقال مجرد تكهنات .
منظمة الصحة العالمية لا تعنى بوفاة من أمراض أخرى وهي حسب البروتوكول تعنى فقط بأن الشخص مصاب بالكورونا وتعتمد في الإحصائيات على هذا الأساس .
ومع كل الدراسات التي قامت بها المستشفى إلا أنه في النهاية لم يتم التوصل إلى نتيجة يتم فهم الفيروس من خلالها .
رد على التقرير الكارثي المشور في إحدى الصحف اليومية قبل أيام والذي دعمه أحد أطباء مركز الحسين للسرطان حول نقص الكوادر الطبية والذي تسبب في زيادة الوفيات ...
دعا الخشمان وتحدى كل من ينشر هذه الافتراءات أن يزور المستشفى ويرى بالدليل القاطع الكادر الطبي المتكامل في كل الأقسام ، فالعناية الحثيثة تحتوي على 13 طبيب و7 أخصائيي صدرية 3 منهم عنايات حثيثة و 8 مسؤولين على التنفسية وجيش من أخصائيي الباطنية وكل الأقسام الأخرى هي مساندة وداعمة لهم ، في النهاية هذا نظام متكامل من التعاون والانسجام بين الكوادر كاملة لإعطاء الخدمة المثلى للمرضى .
هل وصلنا في الأردن إلى مرحلة الانتشار المجتمعي للفيروس أم أننا ما زلنا في مرحلة البؤر؟
أجاب الخشمان ' أنا عضو في اللجنة الوطنية للأوبئة ، والقرارات تتخذ حسب الوضع الوبائي ، وبالنظر إليه نجد بأنه أصبح هناك تصاعدا في مسطحه ولكنه ليس حادا جدا ، نحن ما زلنا في المرحلة الثالثة وهي مرحلة البؤر ولكنها معلومة المصادر ، وفي بداية الجائحة كانت الفحوصات المخبرية لعينات عشوائية وليست موجهة و اعتدنا حينها على أرقام ضئيلة لذلك عندما أصبحنا نسجل إصابات بالمئات أصبح الوضع مستهجنا ، هذا الفيروس سيبقى فترة طويلة ، والمناعة المجتمعية لن تتكون دون وجود لقاح وهي قاعدة مسلم بها وفي القريب العاجل خلال أشهر سيكون متوفرا لدينا ووزارة الصحة الأردنية هي الأكثر مبادرة في العالم لحجز هذه اللقاحات ولأكثر من شركة .
وفي هذه الفترة يجب الأخذ بالحسبان بأن إلى جانب الكورونا هناك إنفلونزا ويمكن أن تصاحبها إنفلونزا خنازير وخاصة نحن مقبلون على فصل الشتاء ، ونحن نشجع على أخذ مطعوم لها لأن هذا قد يسهل الوصول إلى اكتشاف إصابات الكورونا بشكل أسرع ' .
الفرق بين التعايش مع الفيروس ومناعة القطيع ...
رفض الخشمان رفضا قاطعا مبدأ مناعة القطيع فلا شرع ولا أخلاق تسمح بالتعامل مع المواطنين على هذا الأساس قائلا ' بأننا نسير على نهج جلالة الملك عبدالله الثاني عندما قال الإنسان أغلى ما نملك ، ولكننا سنحاول التعايش مع هذا الفيروس وذلك بالالتزام بضوابط السلامة من ارتداء الكمامات والبعد عن العادات الإجتماعية التي تسهل انتشار المرض ومراعاة التباعد الجسدي ونحن في المرحلة القادمة نراهن بالدرجة الأولى على وعي المواطن ، فإمكاناتنا مسخرة له بالكامل والتزامه هو المساند لنا '.
الفرق بين إدارة مستشفيات الزرقاء الحكومي والأمير حمزة ...
الخشمان إضافة إلى كونه حاليا مديرا لمستشفى الأمير حمزة كان سابقا مديرا لمستشفى الزرقاء الحكومي وقد أكد بأنه لا فرق كبير بينهما سوى أن ' حمزة ' مستشفى حكومي بنظام خاص له مجلس إدارة وغير تابع لوزارة الصحة والعمل مستمر على إعادة هيكلته حتى يصبح من أفضل مستشفيات الأردن وعلى أعلى المستويات .